اذا انقلبت الدنيا عليك وحسيت الناس كلهم ضدك فاوصيك بهذا الدع

عندما توجّه الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، ليدعوهم إلى
الإسلام ، وكانت آنذاك بعيدة، على المسافر إليها أن يتحمّل المشاق
والمسالك الوعرة حتى يصل بسلام ..
وكان همّه عليه السلام أن لا يعود إلى مكة إلا وقد شهِد أهل الطائف
كلهم شهادة التوحيد
وما إن وصل إليها محمّلاً بالآمال ، حتى استقبله العبيد والسفهاء
بالحجارة !!!!!
ففزع من استقبالهم القبيح هذا ،وهو الذي أتى يحمل اليهم الهدى
ليُخرجهم من الظلمات إلى النور !!
وأخذ يعدو ، وهم خلفه ، حتى ناله الأذى ، وسال الدم من مواضع من جسده
بأمي هو وأمي هذا الحبيب
إلى أن وجد حائطاً لبستان ، فدخل اليه واحتمى به ..
وتوجّه إلى ربه بقلبٍ باكٍ هالَه مالقي من قسوة الناس وتكذيبهم ، ولا
نصير ، ولا أنيس، بل غربة ، وشرك ، وسوء خلق ..
رفع يديه نحو السماء .. وأخذ يدعو بكل كيانه :
تأملوا معي هذا الدعاء ، واستشعروا ضعف البشر وقوة الخالق ، كيف
اننا من دونه جل وعلا ضعاف عاجزون_
(اللهم إني أشكو إليك ضعف قوّتي ، وقلّة حيلتي ، وهَوَاني على الناس
أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي ،، إلى مَـــن تكِــلَــني ؟!
إلى عدوٍّ يـتـــجـهّـــمُــني ؟! أم إلى بعيدٍ ملَّــكتــَــه أمري؟!
إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي ، ولكنّ عافيتك هيَ أوسع لي ..
أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلُح عليه أمر الدنيا
>>والآخرة ،
أن يحلّ عليّ سخطك ، أو ينزل بي عذابك ، ولك الـعـُــتـبَــى حتى
تــــــــــــرضــــــــــــى
ولا حول ولا قوة إلا بالله )