حزين هذا المساء
ككل أشيائي أقلامي أوراقي أحلامي
الحزن ينظرُ من خلف المرآة ويضحك
لا يدرك كيف يكون الموت
لا يدرك كيف يكون القلب ممزق
مبتور حتى العظم أنا
ويغتالني ذاك السكون الحقير
أنظر على شفتيه الرحيل
وأعاتب قلبي ودقات الساعة تنهش أجزائي
تفصلني إلا من عينيه
ولا يدرك كيف يكون الموت
وكيف يكون وجه الليل بلا عنوان
أبحث عن كل الأشياء
من كانت تسكنني منذ ضياع
من تحمل عنقي المكسور
من تهديني بعض فرح والأمان
من يحلم بالنار المضطرمة
العمر يمتد ويمتد كأخطبوط يلتفُ على جسمي النحيل
كطوفان يبتلع بي الأيام
ما أقسى هذا الحزن
متعب أنا يا حضور
الوجع يتربع على خاصرتي
والنهار أكذب من صدقي
يخنقني الحزن بصوت أجراسهِ
حزين أتلمس وجهي منغرساً في نبضه
لا أجد إلا بقايا الصمت
كئيب كئيب هذا الحزن
يشبه روحي وأطراف حروفي
وطعم الخوف على شفتي
وحلمي العلقم المفقود
أهو مفقود أم مدفون بمزابل الزمان
ليقُص على الجاهلين قصة حُلمي الوليد
الذي لم يكبر أبداً
الذي توقف نمُوهُ من أول يوم ولادتِهِ
أنت يامن تقرأ كلماتي
هل يغريك هذا السواد في حروفي
لترد على كلماتي بأنها رائعه وأني مبدع
تباً لك صرخة عذاب
كم أنت أحمق لتنزف مشاعرك
ويفهموها على أنها خواطر
هذه النهاية يا دمعتي الحزينة
دمعة حزينة .تغادر جفوني تائهة
تسقط باكية مقتولة تسطر قصة طويلة
عنوانها أنتي
أجل أنتي
ليلة خرساء ذهب القمر في طريقك يبحثُ عنكِ
وبعيداً عنكِ كانت هي النهاية
رغبة جاهلة تقرر من فينا حزين
يسهر مع القدر
قبلتُ رغبتي ورفضتك
أتعلمين لما
دمعي تفتقد القلم وأوراق الخريف
عشقتُ الألم على أحضان الرصيف
فكنت أنتي
قلبي
عقلي
روحي
وكنتِ كما كتبتُك
لغز العجائز الذي قام بحلهِ الأطفال ولا زال يسأل
أنتِ لستِ مناديتاً للحق
بل للموت وللتضحية الأبدية
عودي أحزاني لأصبح مع الأيام
ذات الملاك النازف لجراحي
عودي واحمليني معك
وضميني لصدرك عانقيني طوقيني بيديك
حركي في الخيال أصعدي بي أعلى جبال
أيتها الأرض أنفضي جلدك عن ذلك اللحم الميت
دعي تلك الدماء الزرقاء تتسلل من بين خلاياك
حتى أنبض عشقاً
حتى لا يهدأ من رقصتهِ قلمي
أيتها الأوتار المشدودة للعزف
خفي من وطأة ألحانك
بهدوء غني للجان القابع بنزف قلمي
زارني الموت زارني
لكن يبد و إنهُ طرق باب آخر غير بابي
هنا جلستُ قابع في ركن الألم
أسهر حتى ينام السهر
لحظات عمري حانقة
يقتاتني وجعي ويمضغ مهجتي
أرتق الصبر بحلو الوهم
وأسافر في فلك الشوق
بالأمنيات الضائعه على المدى
فهل هذا هو زمن البكاء
وهل ضاق بي قلبي أم ضاقت قلوب الناس بي
أم أنها يد الزمن تضرب فوق أركان سنيني
لتحفر في تراب العمر لحدي
أتدرون يا سادة يا محترمين
أشتاق في بوحي إلى البوح
صرخة عذاب
من نزفي الخاص
السبت يناير 12, 2008 8:15 am
